الخميس، 28 أكتوبر 2010



وجــــــــه شاحــب ,,,,



لمارسيل أرسلان










 مطر بارد يتحرك فوق الموائد ,,,, الليل يرتدي معطفه الأسود بخجل,,, داخل جيوب معطفه تتحرك قطع الليل المظلم بوجل ,,, وصفصاف صامت ينسال كقط بري عبر حلم فارغ على عجل,,, ونتوءات الصمت تتحرك أسفل سلالم القلب الكهل ,,,, أرجوحة عينيه تتحرك في اتجاه واحد ,,,, يتدثر بحاجبين منعزلين ,, كمغزلين ,,,يسقطهما كجبلين ثقيلين ,,, يسعف جرح الليل بقطعة من القطن المسدل,,, يلملم حديث الليل ,,,, يهمهم بسباب مسكوب ,,, ولعنات من الطوب ,,,



يجــر الجيوب ,,, يتفقد مساحة العينين وأفنية الندوب ,,,, وجـــــه شاحــب ,,,يهمهم بقلب مثقوب ,,, يتبع به شذرات قلب يحترق ,,, ينثر انفه المثقوب عبر كل النوافذ النائمة ,,,, ويطرق بأنف فاغر موائد الأثرياء ,,,, ينثر صمت عينيه ,,, فوق كستناء قلب ,,, بينما تختبئ خلف صيوان الأذن اليمنى ,,, سيجارة تلفظ أنفاسها الأخيرة ,,,وهي تمنح آخر ما لديها من ذخيرة ,,,,, ,,,, يشد خطواته الأنيقة ,,, يشد معها أنفاسه العتيقة ,,,,,


على مرمى رصيف غزي مقهور ,,, يلتقط رأس سيجارته من خلف صيوان الأذن الأيمن ,,, يضعها بين تمام السبابة والوسطــــــــــى ,,, يلملم شذرات مقبض السيجارة ,,, ويتبادل داخل انفه المثقوب زراعة رماد الدخان المسقوف ,,, يدلف عبر دهماء جرحــه ,,,, يطلق لدخان سيجارته العنان ,,, يحيط بمقبض السيجارة بعنف ,,,, ويطبق السبابة والوسطى ,,, كأنه يمسك بلـــص ثمين ,,,, ويمضي بأنفه المثقوب ,,, وكفيه تتبادلان الجيوب ,,,

تستقر كفه اليمنى في مربع صغير يعلو إزاره المهتريء ,,,, بينما تحيط الأنامل اليسرى بمقبض سيجارة ماتت منذ دقائق ,,, ولا زال يتشبث بجثتها ,,,, بعد أن لفظت آخر أنفاسها السوداء ,,,, ولم يعد لشهيقها سديم ولا لزفيرها رباب,,,,, يواري قلبه المثقوب ,,, يغلق عليه أصفاد الصدر المقفل بالربو الحاد ,,,,

ويجمع أعواد الثقاب ,,, من جيب صغير يستقر فوق رئته اليمنى ,,, يحتضنها بين أنامله ,,, ويرخي سترها للريح ,,, ويمضِ فاغرا فاهه ,,, يلقي بالخطى بين قبضات الليل النائم ,,,, ويسعى مهرولا كنجم مطرود ,,, تتبعه هنيهات من الهواء النقي ,,, يشعــر بالتواء كاحــل ,,,, يتسمر حانيا قامته ,,, يحيط بكاحله النحيل بأنامل بيضاء نقية ,,,يتمتم ,,, يلملم كلماته ,,,,,


سكون الشارع الميت بدأ يتلقط الحياة عن بعد ,,, مركبة ليل ,,, توقظ الشارع الميت ,,, وقد لفظت أضواء إنارتها كل أنفاسها ,,, يشعر بها عن بـعد ,,,,لم يلبــث ,,,,,,, تلقي بـــه خلف الحاوية السوداء ,,,كجورب صرعته الأقدام ,,,,,يحصي أنفاسه وهي تهرول من صدره المثقوب ,,,, وتمـــــــــضي ,,, تاركة خلفها ,,,, قطرات من المطر البارد ,,,,, فوق جسد سكن جيوب الليل النائم ,,,,,,,,,,,,,,








 




                                                                                 لمارسيل أرسلان

الاثنين، 20 سبتمبر 2010






(     لحظــــــة  حــــــياة    )







قصة قصيرة











MARCEL ARSLAN








القمر تدثر بغطـــاء الليل الأنيق.... والليل كفر فاهه بالاسنة البيضاء ... والامس سدد أعوجاجه المسكوب ... في حضرة الليل البهيم الاسود ....الشمس تجلس القرفصاء على قارعة الطريق ... والقمر ينتظر بخجل ليدلف الى سكون المساء ... وصمت الاقدام الفارغة ....  في محيط الاحذية المشجوجة يتحرك صوب السديم ...


همس المدينة يستيقظ من جديد ...    عيون الغبار تعلو برفقة الشفق .... والعين تقتني جنائن بصرها ....   وفنجان القهوة السوداء يتدثر بحبيبات البن البيضاء... وعيون زاملة تشخص كقنديل فوق قرص القمر....و أناملها الجافة تحيط بالفنجان الانيق ..
 

  وتحيط بذراعه بأنامل مكسورة .... وابهام جاف ... وتواصل الضغــــــط ...   يكاد ان يتحطــــــــم  ... كعيون سفينة مريــــــــم ....  يحدثها  ....( زامــــــــلة   )    توقفي ..... ستكسرين ذراعـــــــــــه  ...





لا تلتفت  اليه .... ترمقه بعين بيضاء ..... وتواصــــــــل  الضغــــــط ....  بلا انحناء ....  .......  تسقط عينها اليمنى دالفة الى الفنجان الفضي الرشيق... تلتقط ما ســــــــقط من أنفاسها  على السطح الاسود المضطرب ...  ترمقه بذات النظـــــرة ...  




يرمقها بغضــــــــب  ... زاملة توقفي ....  ترمقه  برفـــق .....   ثم تعود  .... لتضغط على ذراعه مجددا ...    ولا تتوقف .....  فيصمت ويبحث في عينيها عن سطــور حياة .... يحدق في المساحة الممتدة بين حاجبيها ... كأنها ميناء غـــزة المقهــــــــــور ....  يتابع في حضـــــــور فراغ العين المجســـور ... ويبحث عن فضاء جديد  في عينيها .....




وتسقط من يديه كلماته ..... يحاول ان يركـــــع قليلا ... ليلتقط واحدة ....  يجمع حروفه الهاربــــــــة من عينيها ...... يعيد جمـــــــــع الكلمة .... يبحث لها عن شقيقة ....  في ليالٍ مشقوقة .......




نظرت اليه برفــــــــق ..... شخصت ببصرها نحو عينيه .... وجمعت افق بصرها الى مائدة محياه .... وسديم عينيها يحدق في وجنتيه ..... دنت منه ....تحركت ببطيء .... 
أمسكت بكفه الايمن ...وقد استولى عليه الفراغ.... بحثت عن كفه الايسر ... فلم تردفه ... حركت البصر خلف جيده الممشوق .....   .... كان مقفلا بأحكام ....  كقصر ملكي .... امسكت بالابهام ... ضغطت عليه بقوة حتى أعادته ممتدا ...... امسكت بالانامل الاخرى  .... كروح سليلة امتدت لتعيدها اناملا ممدوة ... بسنين معدودة ..




أسقطت البــــــــصر من كلتا عينيها .... اوقعتهن أرضـــا ....  أسقطتهن بين الانامل الملقاة على كف موجوع ....  لم تجد شيئا .....    الكف فارغة .... والانامل المشجوجة ... لم تخف شيئا ... والكف لم يحمل الا فراغا  ,,,


سكبت جدولا نهريا سائغا بين انامله المشجوجة ..... واستقرت على راحة يده ..... وهبطت ساقطة بين ابهام مكسور .... وسبابة معطوبـــــــــة ......




نظرت الى سطح الفنجان  .. ذراعه قد تحطمت تماما...أرداف جزيئاته  تسللت الى ابهامها النازف ....... شاهدت مع جرح ابهامها المشجوج .. دموعه المضطربة... ألقت  بصرها بين راحتيه وهي تجمـــــــــع جزيئات ذراع الفنجان  المبتور .......ببصر منظور ...



أحتملت فنجانها .. واحتملت معه ذراعه المكسور .... ومضت صوب الحجرة المظلمة..... أسقطت أشعة عينيها في كل مكان ... امتدت بها خلف الزوايا ...القت على الرفوف عيون أطيافها ,,,  وقد ارتدت غبار ايام مضت ..   القت بها فوق عيون الصمت .....  ركلت خطاها نحو منضدة الحاسوب الخاص به .... وضعته برفق  ....   أصطف  بجوار فناجين أخـــــرى .... كلها بلا ذراع ....   الثالث عشر بعد المئتين ...
نظرت الى الاجندة ... بعيون مقيدة  ... مائتان وثلالثة عشر يوما ....   نظرت الى المنضدة مائتان وثلاثة عشر فنجانا ....ثم جمعت عينيها ... ومضت ... أغلقت خلفها كل شـــــــــــيء ...





التقى بصرها المتعب بــــــــه ... همس بهــــا  ... ( زاملة )   نظرت اليه .... التفت قلبها اليه ....  سقط أسفل جرحها ... لم تشـــــعر به ...... جمعت خطوتين .... والقت بالثالثة في حضنــــــه ... أحتضنته بقوة ...  تسلل كل شيء بداخلها على سطح القلب الكهل .... ..
وهمس لسانها ... لكن الصوت لم يصل ... لم يخرج من بؤرة حزنها ...ضغطت على حنجرتها القديمة .... صرخت به .....  سيكون الفنجان الاخير .....  لن يولدهناك الرابع عشر بعد المائتين ........  ومضت ..




ساعات ثقيلة مضت حتى صنع التقويم فجر يوم اخر...  قفلت فيه زاملة عائدة من متجر المدينة تحمل بين يديها صندوقا ورديا أنيقا ....  دلفت الى حجرته .. أمسكت  بسلة المهملات ... جمعت كل الفناجين المحطمة ... والقت بها .... ووضعت صندوقها الوردي الأنيق ...





وهرولت ......    ساعات الظهيرة ترتجف ... حتى أسقط المساء خيوطه .... وألقى بظلام مشكوك فيه ...  كان ينظر اليها برفق ... يرقب ... ببصر متعب ... يسكب بحزن مقطب .....طريقا لعينيه المتعبتين ... شاهدها وهي تدلف الى الحجرةالمغلقة ..... تابعها وهي تقترب من الصندوق الانيق .....  اسقط عينيه وهي توقع شيئا بداخله ..... همس بها بصوته المتعب ... زاملة .....   ....  نظرت اليه برفق ....    ....
نظــــــــــر  هو الى منضدة الحاسوب الممتدة .....لم تعد هناك فناجين ..... بل صندوق وردي أنيق ... سكب سؤاله في عينيها  ...... ( سأشيد به مسجدا )   أجابت....   سأطلق عليه أسمــــــــه ......   .... ومضت مبتسمة ........

















MARCEL ARSLAN



.....


الخميس، 9 سبتمبر 2010

غزة .... ولاية الاستشهاديين ....




حديثي الى غــــــــــــزة ......


مدينة المجاهدين

 

MARCEL ARSLAN


لمارسيل أرسلان ...



 



الزمان الثاني عــــــشر من ثوب سبتمبر من قبضة العام العاشر خلف سجون الالفين ......   المكان  عيون مدينة المجاهدين  .... ولاية قلب الاستشهاديين .... سجلات  دولة الرجـــال ..... السطور الخمسة في قبضة الساجدين ..... الاحزمة القانية تسجد فوق جبين العاقدين .... وأوراق مبتورة تقطن زقاق رصيف ميت  ....  واهداب الصمت توشك ان تشهد مذبحة غزة من جديد .....   ....  والطاغية يحمل بين شفتيه اثما قاتما.... ويعض  بين فكيه خنجرا مسموما ...وينتعل في محياه مخاط عروبته ...  يستقل عربة الموت.... يهرول بلا دم.... يبتسم بلا عزم ... ينتقم بلا سئم.... وغزة وحدها من يحمل الدم ....  غزة عروس الساحل تستعد لمذبحة جديدة ....   (بمباركة سرية ) ......فقد تعلم التلميذ الكهل الدرس ...
  

تأولت خطواتي المتعبة حاملا في كفي شقوق اناملي المتحجرة .... ورفوف احلامي المتعثرة .....  اسفل ابطي  تستقرحجارة كتبي .... وقد انتعلت قلبي في قدمي اليمنى .... وكرامة العرب في قدمي اليسرى ....  وعيون لبنى .... تحت النون ترقب الجنون .....  تخاطب بلسان ابكم .... وتصغي بأذن مشروخـــة .... وترقب بعيون منسوخة....قلوبا ممسوخة .....بأبصار ممشوجـــــــــــة .....ببصائر مشجوجـــــــــة ...

أردت أن أسبقك يا غزة بالســـطور ....  فلا أعلم اتمضي بك المذبحة الاتية ..... ام تمضين بها ....  اردت ان اترك كلماتي  يا غزة .. فالكلم دونك جنين كلـــم ....  وكل ألم دونك دون ..... وكل دم دونك دون......   مسكوب على قارعة الطريق يا غزة ....  مسكوب في جحر كرامتهم .....  يسكن عيون الخوف .... يخترق عيون السكن .... يسبل الستر .... فهل يعلمون يا غزة ...

من جديد  أهرول يا غزة خلفك ..... من جديد احمل جادة الرئة اليمنى ..... وبلا تحديد الوك انفاسي  .... من جديد اسدل جبلين على عينين .....  فانتِ في الظلام نور في التمام ..... وهم في النهار ظلام على التمام .....

كنت أقطع يا غزة المسافات صوب مركز المدينة ....   كنت اقطع معها مكاييل الغبار أسفل النعل ....  وأشد ازارا مسدلا أسفل القدمين ..وبصر متعب يرقب اكمام قميص بلا ذراعين..  و ربطة عنق مضطرب تفقد هندامها.... .... واحيط بالكفين غطاءا للعينين ....  كنت أسبل الستر في مرماه .... واحيط بالحزن في منتهاه ....  واظن خطئا ان العمر في مبتداه  ......

دلفت الى عيادته يا غزةعلى عجل  ... طمأنني جدا .. الامر يتعلق بسنوات ..... ولا يتعلق بشهور ... الحمد لله  .....  حزنت على غزة .... ولم احزن على هذا العمر ...  وكأن حياتي ستفعل لغزة شيئا .....    سوى دمعة تسقط على زجاج غزة المكسور ...... لن تضيف للدم حضور .... لن تسكبه فوق موائد الزهور .....  فهم ؟ هم يا غزة لا زالوا يقطنون القصور ....  وانا وانتي ومطاحن الفقراء وحدنا في القبور ........ فلا تحزني انا باقون ....   .....    ....    ؟!










MARCEL ARSLAN

الاثنين، 6 سبتمبر 2010

حدث حقا ........... من مذكراتي



أشتقت لحبيبــــــــــــتي ........

MARCEL ARSLAN







لمارسيل أرســــــــــــلان ...




القلب يجلس القرفصاء في منتصف الصدر الهزيل ..الى اليسار قليلا ... يحيط به في جزيل التنور...... وهدوء المرضى يتسرب بين الممرات...وحوار الاضلفة يتنفس اسفل الاحذية الضالة .....وسطور الاغلفة تخفي شقاق حروفها......... ويواصل الملكان التسجيل ...
المكان مشفى غزة الأوروبي ... القسم ( جراحة رجال 2 ) .الزمان الثاني عشر من ديسمبر من العام ألفين ورقم ما ....





 الهواء الدافئ في شهر الشتاء البارد يلفحني بشدة ...... جهاز التكييف يعمل في صمت ولا يمل ... والذنوب تحيط بي بلا كلل ...... ,والجسد يتحرك بلا زلل ......... لا زال نزيف الأنف بعد الجراحة المتراكمة يتدفق بشدة عبر الفاه ومحيط الوجه .... لم تستطع  شاشات القطن الأبيض المركز أن تلثم  السائل الأحمر ..... نبضات الانين تشهد ميلادا عفويا  ...لألم شفوي .... بعد يومين استطعت النهوض ...... او كدت.. نهضت معي خلايا الصمت .... وسكون التكوين .....





الثانية عشر تماما....... الليل انتصف قائما ...... والفجر اقترب حائما ....... الصمت يحيط بالممرات .... أصحاب المناوبات بدؤوا يسرقون النوم .. باتفاق أو بدون ..... أما انا فاشتقت لحبيبتي .... ... جمعت ما استطعت ... توضأت بقدر ما استطعت ... القيت بالرأس.......... سأسجد لله..... بدأ الدم يخرج بغزارة .. شعرت به كجداول نهاوند .....رفعت الرأس في مرارة ... لم أستطع أن أكمل ,,,, لم أستطع أن اطهر هذا الجبين بالسجود مجددا ......



ا لدمع تدفق كجنين نهر قيصري..... وارتدى القلب ثوب الانين .. هذه المرة أيضا سأصلي جالسا .... بلا سجود .... سيسجد القلب ولكن الرأس لا .........لن يتبعه......... مضت عشرة أيام ... كأنها العقود العشرة ..... شعرت بالدم بدأ يجف ...كنهر صهرته شمس الصيف .....      اشتقت لحبيبتي ؟؟ وكيف لا ...وقد مضى الوقت قرمزيا .......



 نظرت برفق ... اخرجت الرأٍس من الباب ... صمت الممرات يقتلني ... الفجر بدأ يقترب ..... يضرب بسكون احضان النائمين ....... اخرجت القدم اليمنى ... سحبتها بثقل ..كأني اسحب جبلا أشما ...كأني القي على تائب اسما .... وبدأت ادلف بين الممرات ... لعلي اجد مريضا أضناه الارق ... او اجد ساجدا ينتظر ولادة قيصرية لفجر قاني ...او اجد على السبيل هدى يتأول فجرا حانيا ... ولكن بلا جدوى .... مللت المسير ... واحاطت بي حجرات ذهن مسربل ....





عدت الى حجرتي المكتظة بانفاس النائمين ...وقد رأيت تحت النون ... سطورا بلا تنوين ...وقلوبا للفجر لا تلين .. .. الفجر بدأ يطرق مسمعي ....  بدأ يقض مضجعي .. بدأ يشق السكون في عظمة وجنون ........... جنون المنطق والايمان ....توضأت بقدر ما استطعت ....... القيت بها على الارض ..... الله اكبر .... القيت بالرأس برفق وبطيء ... بدأ يقترب بلا رفق وبلا بطيء ... بدأ يلامس الارض ...... يا الله ..........




وددت لو اصرخ ... ها أنا اسجد ... ها انا مجددا أضع الجبهة على الارض ....... انها تلامس الارض .....لقد سجد القلب .. هذه المرة سجد معه الرأس .....سجدت معاه العينان ..... سجدت معه الشفتان ..... سجدت معه خصلات شعر مخملية ....   سجدت معه أقنية قرمزية .....ما اجمله يا الله ....... نسيت التسبيح ...... ردد اللسان والقلب والجنان........... سبحانك اني لك ســـــــاجد ..... سبحانك اني لدربك عائــــد ......سبحانك اني في ملكوت ربي ماجـــــد .......سبحانك اني لك ربي معاهـــــد.......  ...... سبحانك ما اسعدني بالسجود لك ....سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .............





تذوقت من جديد ... حدث حقا .. من مذكراتي   ......سبحانك اللهم وبحمدك ... واشهد ان لا اله الا انت .... استغفرك واتوب اليك .....












لمارسيل أرســــــــــــلان ........




الموت الابيـــــــــــــض ...........


الموت الابيض ................




MARCEL ARSLAN


لمارسيل أرسلان ...




0000 وهل هناك موت ابيض ؟؟؟ سألها باهتمام !!!اطرقت بخجل , وكأنها تبحث في مخيلتها عن اجابة 000 حارت كيف تقتلع الكلمات من البئر المظلم 0000 وانتظرت ان ينسى ...ان ينام00 ان يصمت00ان يرتدي ثوب الوسادة 0000 ثم ......حملته بكل الرفق الموجود في هذه الحياة000









شعرت به كما لو كان جنينا يركلها بين الحين والاخر 000 استحلت دفء انفاسه000 اختلست من أنفاسه كل الاسئلة000 وخفق قلبها وهي تضع رأسه الصغير على الوسادة البيضاء000 اسدلت عليه ثوب الليل 000 واحتضنت ما بقي من انفاسه 000ولاك دفئها تلك الانامل الصغيرة    ...........    







وسديم القلب بدأ ينتفض000 هل يصبح شابا يصارع هذه الحياة000 يصرعها تارة .... وتصرعه تارة .....اشفقت عليه من هذا الزمن0000 انفصلت بجسدها عنه   0000 وعادت الى حجرتها00 القت هذا الرأس المثقل بهموم الحياة على الوسادة الممتدة بطول هذا العمر 0000





بدأ الفجر يكسر ظلمة الليل0000 وخيوط النهار بدأت تتسلل الى شرفة حجرتها000 وطيور الصباح عزفت برفق على اوتار خيالاتها 000 فيما شيء سرق من اعماق اوردتها 000 اكسير الحياة .... واحال زقاق عنقها الى جدول آسن .... وأسدل على العين جبلا .....  ثقيلا ....
 000 القطار وصل الى محطته الاخيرة00 او اوشــــــــــــك على التمام ليس وصولا انما انقطاعا ......0







وسترحل هذه الانفاس000 ليس الى وطن اخر 00 انما هذه المرة الى زمن اخر00 حاولت ان تستجمع اخر قواها 00 ان تنهض من جديد 00 ان توقظ ما  مات من شرايينها0000 لكن بلا جدوى 000 كانت يده اسرع000 سحقت ما حاول ان يقاوم من انفاسها000 داست تلك المضخة التي حاولت ان تتحرك من جديد 000غريب ياتي حين لا نريده 00وحين نريده لا يأتي ابدا00000 ابدا ليس حين نريده  .......................







استيقظ من سبات احلامه واستل اسئلته الرقيقة  ........ناداها بصوته الخافت0000000  توجه الى حيث اعتاد ان يراها كل صباح 0000 ادار بصره في ارجاء البيت مرارا وتكرارا ولكن بلا فائدة ......
 

( ليست هنا 0000... تمتم)   حدث نفسه كانه كهل ضائــع00 اسرع الى حجرتها ......







ناداها برفق .....  ناجاها كالشفق   000 انا استيقظت .....هزها بيده الصغيرة من كتفها00 وقد بدت انامله كأعواد ثقاب بجوار دمية بشرية....  مخملية الرؤيا ....



صرخ بها من جديد ...........ازاح خصال شعرها التي تراكمت على وجهها000 امعن النظر جيدا000 حاول ان يوقظها من جديد000 لاكت مشاعره000 اخر انفاسها000 لقد فارقت الحياة .... هل ادرك ذلـــــــك  ... يقينا ..



ولكن ؟؟؟ مع ابتسامة 000 ابتسامة من نوع خاص 000 ابتسامة بنكهة الموت ... ابتسامة بنكهة الخوف ........ ابتسامة بنكهة الضياع ......
ابتسامة في طريق اخــــــر ...
في زمان اخر ...
الى عالم اخــر ....


MARCEL ARSLAN




 




مارسيل ارسلان .....




دعوة للأغتسال .....معا ؟


 

                                                                                    
MARCEL ARSLAN







الحادي عشر من يناير من العام السابع بعد الألفين , لا جديد تحت الظلال , العيون الهائمة تقتات بنور الشمس , وتحت صدى الصمت يتحرك الهمس كلصوص بغداد , تراقبه بكبرياء أشعة الأمس , وتغازله بين الحين والآخر أوراق المسافرين في حضن السديم 000الشمس تجلس القرفصاء على قارعة الطريق 0000 والقمر ينتظر بخجل ليدلف إلى مياه البحيرة من جديد , وضباب الوجوه العابسة انتشر في كل الأرجاء 00







الفجر دون سطره الأول .... ثملا من ظلام ألامس .... كان علي أن أبادر للاغتسال من ذنوبي مجددا ... أشعر بعذرية التثائبات وهي تصارع الفاه للخروج .... تقتحم عالم السكون ... ترسم بين الابهام والسبابة عينا يمنا ..... تخاطب على خجل رئة القلب اليسرى .....ومقبض سيجارتي يتوعدها ......لم يعد مجديا الاغتسال .. كما لم يعد ممكنا ما سواه ... إلا عبر ذلك السديم   .......







اختلس النظــــر عبر النافذة المظلمة إلى الوجوه الغارقة بكينونة الأمس ... وبعض الطيور تمارس حقها في الهمس ..أشرب من اليأس حتى الثمالة ...أحتسي صمت اصابعي الملوثة بدخان السيجار..... أغازل فنجان القهوة من جديد .. تحيط به أناملي بقسوة .. يصرخ من تحت يدي .. يستجدي رفقا بذراعه . أدخل دورة المياه ... أشعل سيجارة .. أسدل الستارة ... وابدأ بخلع الذنوب . لكن شيئا يأبي على الخلـــــع .... حدقت في السقف .. الجفن يشير إلى مكان ما ,,, ترفض العين أن تتبعه .. لكن القلب يسبقه ... نعم أدركت باني في المكان الخطأ ... أطفأت السيجارة ... سحقتها بقدمي اليمنى .....   ركلتها باليسرى  .....  ومضيت ...







على عجل كنت أغلق الباب الخارجي..... أهرول كالمجنون عبر الشارع الفارغ ..... إلا من بعض العيون ترقب ولادة قيصرية لفجر جديد .. كأرنب بري يهرول نحو  الافق.. القميص فقد هندامه ... البنطال اختل طيه ... رباط الحذاء تأرجح أسفل النعل ... ... بالكاد تمكنت .... ألقيت بالحذاء على عجل ...... كان ينهي الفاتحة .. التقطت أنفاسي الهاربة مني .....  ما أجمل نور الله ............







.......... الله اكبر . وبدأت القي السمع .... وانا في حضــــرة السمـــــــع  مصغ ......

 
" والنازعات غرقا , والناشطات نشطا , والسابحات سبحا , فالسابقات سبقا , فالمدبرات أمرا , يوم ترجف الراجفة ...............صدق الله العظيم


 


الحمد لله   ............... تمام الحمد ...................................  وكماله
هنا تغسل الذنوب   ...............   هنا  .................. حقا ويقينا ... تماما واكتمالا ..


 









MARCEL ARSLAN










مارسيل ارسلان ..


السلسلة .......


قصة قصيرة 






MARCEL ARSLAN





مارسيل ارسلان .. 


.... تنتهي عذرا قافية حديثه ... مجددا تنهار الأرصفة......طوق الإنارة يحيط بضحى الهاربين .. وظهيرة الأحد تلتف حول معصمه ... وحول جيد الحافلة تتشبث أنامل المتسلقين ... وتزدهر أركان الوحل في ظهيرة الشتاء .. يبحث في جيبه عن قطعة معدنية .....  قليلة هي النقود ..... يصر على البحث.. يبحث مجددا .... يبحث في جيب آخر ... وآخر .. وآخر ما أكثرها الجيوب فارغة ...


أسنة الجيوب الفارغة .... تشبه الجيوب الانفية... في حضرة رؤوس منفية.... ... ..... ندوب نقدية ..... تمتم مجددا .... عملة نقدية ... تعبت يداه ..!!! وهي تنسال إلى جيوب المارة ..... تجول أنامله .. تبحث في العمق .. تبحث برفق ... تجهد في أديم الرق .... تقتات بحبات العرق الساقطة .... تعبت يداه ... أنهكها البحث ..... السرعة .... الدقة .... الرقة ... الأنامل النحيلة .........



.....انامل كفيه تقتات بثقوب الجيوب الفارغة...... أهلكه الليل   ؟!!..... جلس على القارعة ... أسند رأسه للأعمدة الفارعة ..... للجدران الفارغة ... أسدل رمشين وكأنه أسقط جبلين ... سحب قدميه إلى جيده كشمس تسحب أشعتها ... أغلق فاهه كأنه يغلق طريقا امتلئ بالحفر .....وعيناه تحدقان بخطوط المياه المكسوة ببصاق المارة ... وصمته يحيط أقبية الحارة ....


أسرعت الظهيرة تجمع خيوطها هاربة من انحناءة رجال البوليس .... ..... استجمع صمته بدون تصريح ..... يقرصه البرد ... يعبث به كالنرد ... يشدفه كقرد ... بدأ يعود إلى الحياة ... بدأت إغفاءة النوم تهرب من جسده ... من جيده ... وعينيه ... شعر بان شيئا يرتطم بكفيه .. يصطدم بأنامله ... يرتطم بإسباله .... شعر بكفيه ثقيلتين .... وقد اعتادهما خفيفتين!


.. رفع حاجبيه ... حمل معهما رمشين ثقيلين .... حدق بكفيه ..... حدق مجددا .... أغدق بصره أسفل جيده .... انه يوم عيده .... كفيه امتلئتا ... أكتظتا بالعملة النقدية .... قلبها بين يديه .... ذرفها كقطعة دموع بين عينيه .... امتص شهيق شفتيه .... أمسك بها ... عملة ... ! وضعها بين يديه ... عدها ... ردها ... قبلها ... عانقها ... عشقها منذ زمن .... اليوم يمارس معها عشقه ... عملة ورقية !.... ....

 اختبئت بين العملات المعدنية المتراكمة بين كفيه ... سلها كروح طير..... قبلها من جديد ... وضعها في اعلي الجيوب .... في الجانب الأيمن فوق البطين الأيمن ...... شد إزاره ... جمع العملات المعدنية ... وضعها في جيوبه الأخرى ... تمم عليها ... سحب كفيه كالسلسلة... شعر بهما لا تريدان الخروج ...تتثاقلان ......
 

ولكنه استلهما برفق .. أوأوشك ان يفعل ...........ولكن أجسادا أحاطت به عن اليمين ... وعن اليسار .....وأصفادا أراقت بالقلب الحزين .. في كل معصم سوار ابيض ... وبينهما جسر من سلسلة بيضاء ..... أقتاده احدهما ... بينما بقي الآخر يبحث عن متسول آخر .... في زمن آخر ..... في نهار آخر ... ...









مارسيل أرسلان