الاثنين، 6 سبتمبر 2010

السلسلة .......


قصة قصيرة 






MARCEL ARSLAN





مارسيل ارسلان .. 


.... تنتهي عذرا قافية حديثه ... مجددا تنهار الأرصفة......طوق الإنارة يحيط بضحى الهاربين .. وظهيرة الأحد تلتف حول معصمه ... وحول جيد الحافلة تتشبث أنامل المتسلقين ... وتزدهر أركان الوحل في ظهيرة الشتاء .. يبحث في جيبه عن قطعة معدنية .....  قليلة هي النقود ..... يصر على البحث.. يبحث مجددا .... يبحث في جيب آخر ... وآخر .. وآخر ما أكثرها الجيوب فارغة ...


أسنة الجيوب الفارغة .... تشبه الجيوب الانفية... في حضرة رؤوس منفية.... ... ..... ندوب نقدية ..... تمتم مجددا .... عملة نقدية ... تعبت يداه ..!!! وهي تنسال إلى جيوب المارة ..... تجول أنامله .. تبحث في العمق .. تبحث برفق ... تجهد في أديم الرق .... تقتات بحبات العرق الساقطة .... تعبت يداه ... أنهكها البحث ..... السرعة .... الدقة .... الرقة ... الأنامل النحيلة .........



.....انامل كفيه تقتات بثقوب الجيوب الفارغة...... أهلكه الليل   ؟!!..... جلس على القارعة ... أسند رأسه للأعمدة الفارعة ..... للجدران الفارغة ... أسدل رمشين وكأنه أسقط جبلين ... سحب قدميه إلى جيده كشمس تسحب أشعتها ... أغلق فاهه كأنه يغلق طريقا امتلئ بالحفر .....وعيناه تحدقان بخطوط المياه المكسوة ببصاق المارة ... وصمته يحيط أقبية الحارة ....


أسرعت الظهيرة تجمع خيوطها هاربة من انحناءة رجال البوليس .... ..... استجمع صمته بدون تصريح ..... يقرصه البرد ... يعبث به كالنرد ... يشدفه كقرد ... بدأ يعود إلى الحياة ... بدأت إغفاءة النوم تهرب من جسده ... من جيده ... وعينيه ... شعر بان شيئا يرتطم بكفيه .. يصطدم بأنامله ... يرتطم بإسباله .... شعر بكفيه ثقيلتين .... وقد اعتادهما خفيفتين!


.. رفع حاجبيه ... حمل معهما رمشين ثقيلين .... حدق بكفيه ..... حدق مجددا .... أغدق بصره أسفل جيده .... انه يوم عيده .... كفيه امتلئتا ... أكتظتا بالعملة النقدية .... قلبها بين يديه .... ذرفها كقطعة دموع بين عينيه .... امتص شهيق شفتيه .... أمسك بها ... عملة ... ! وضعها بين يديه ... عدها ... ردها ... قبلها ... عانقها ... عشقها منذ زمن .... اليوم يمارس معها عشقه ... عملة ورقية !.... ....

 اختبئت بين العملات المعدنية المتراكمة بين كفيه ... سلها كروح طير..... قبلها من جديد ... وضعها في اعلي الجيوب .... في الجانب الأيمن فوق البطين الأيمن ...... شد إزاره ... جمع العملات المعدنية ... وضعها في جيوبه الأخرى ... تمم عليها ... سحب كفيه كالسلسلة... شعر بهما لا تريدان الخروج ...تتثاقلان ......
 

ولكنه استلهما برفق .. أوأوشك ان يفعل ...........ولكن أجسادا أحاطت به عن اليمين ... وعن اليسار .....وأصفادا أراقت بالقلب الحزين .. في كل معصم سوار ابيض ... وبينهما جسر من سلسلة بيضاء ..... أقتاده احدهما ... بينما بقي الآخر يبحث عن متسول آخر .... في زمن آخر ..... في نهار آخر ... ...









مارسيل أرسلان


هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

ها قد بدأت الحروف تتساقط كالنيازك من حلقي .......سأكتب ما يليق بحرفك .....ولكن رغم براعتي في لعبة الحروف فشلت واحترقت حروفي قبل وصولها للسطر .......أستاذ مارسيل أرسلاااااااان
بإختصار شديد هكذا نحن أبناؤك ياغزة مبدعون حد الوجع الذي يسكننا
اللــــــــــــــــه استمتعت بكل حرف قرأته ......في كل حرف لك رواية أخرى اشكر القدر الذي جعلني أقرأحروفك انحناءة تقدير لقلمك ......

غير معرف يقول...

ها قد بدأت الحروف تتساقط كالنيازك من حلقي .......سأكتب ما يليق بحرفك .....ولكن رغم براعتي في لعبة الحروف فشلت واحترقت حروفي قبل وصولها للسطر .......أستاذ مارسيل أرسلاااااااان
بإختصار شديد هكذا نحن أبناؤك ياغزة مبدعون حد الوجع الذي يسكننا
اللــــــــــــــــه استمتعت بكل حرف قرأته ......في كل حرف لك رواية أخرى اشكر القدر الذي جعلني أقرأحروفك انحناءة تقدير لقلمك ......
شيما محمد

مارسيل أرسلان .... يقول...

شيما محمد ,,,,

أشكر بود هذا الرفد من قلم كاتبة تجيد البيان من وطني المسجى ,,,, ومن قطعته الملقاة في القلوب واجسادها ,,,,

ممتن لهذا الحضور الجميل ,,,,
كم يذكرني هذا الحضور بألق الفجر حين يستيقظ على مائدتي فوق صباح نسج اكمته على اجنحته ومضـــــــــــــى برفق !!!!!!

شكرا للأدب حين يشرفني بالحضور على مائدتي ,,,,
ولا يتعثر الا كاللؤلؤ في رمال بحيرتي ,,,,,,,,,


احترامي الشديد

مارسيل ارسلان

سلمى يقول...

سعيدة لان اقرا لك من جديد