الخميس، 28 أكتوبر 2010



وجــــــــه شاحــب ,,,,



لمارسيل أرسلان










 مطر بارد يتحرك فوق الموائد ,,,, الليل يرتدي معطفه الأسود بخجل,,, داخل جيوب معطفه تتحرك قطع الليل المظلم بوجل ,,, وصفصاف صامت ينسال كقط بري عبر حلم فارغ على عجل,,, ونتوءات الصمت تتحرك أسفل سلالم القلب الكهل ,,,, أرجوحة عينيه تتحرك في اتجاه واحد ,,,, يتدثر بحاجبين منعزلين ,, كمغزلين ,,,يسقطهما كجبلين ثقيلين ,,, يسعف جرح الليل بقطعة من القطن المسدل,,, يلملم حديث الليل ,,,, يهمهم بسباب مسكوب ,,, ولعنات من الطوب ,,,



يجــر الجيوب ,,, يتفقد مساحة العينين وأفنية الندوب ,,,, وجـــــه شاحــب ,,,يهمهم بقلب مثقوب ,,, يتبع به شذرات قلب يحترق ,,, ينثر انفه المثقوب عبر كل النوافذ النائمة ,,,, ويطرق بأنف فاغر موائد الأثرياء ,,,, ينثر صمت عينيه ,,, فوق كستناء قلب ,,, بينما تختبئ خلف صيوان الأذن اليمنى ,,, سيجارة تلفظ أنفاسها الأخيرة ,,,وهي تمنح آخر ما لديها من ذخيرة ,,,,, ,,,, يشد خطواته الأنيقة ,,, يشد معها أنفاسه العتيقة ,,,,,


على مرمى رصيف غزي مقهور ,,, يلتقط رأس سيجارته من خلف صيوان الأذن الأيمن ,,, يضعها بين تمام السبابة والوسطــــــــــى ,,, يلملم شذرات مقبض السيجارة ,,, ويتبادل داخل انفه المثقوب زراعة رماد الدخان المسقوف ,,, يدلف عبر دهماء جرحــه ,,,, يطلق لدخان سيجارته العنان ,,, يحيط بمقبض السيجارة بعنف ,,,, ويطبق السبابة والوسطى ,,, كأنه يمسك بلـــص ثمين ,,,, ويمضي بأنفه المثقوب ,,, وكفيه تتبادلان الجيوب ,,,

تستقر كفه اليمنى في مربع صغير يعلو إزاره المهتريء ,,,, بينما تحيط الأنامل اليسرى بمقبض سيجارة ماتت منذ دقائق ,,, ولا زال يتشبث بجثتها ,,,, بعد أن لفظت آخر أنفاسها السوداء ,,,, ولم يعد لشهيقها سديم ولا لزفيرها رباب,,,,, يواري قلبه المثقوب ,,, يغلق عليه أصفاد الصدر المقفل بالربو الحاد ,,,,

ويجمع أعواد الثقاب ,,, من جيب صغير يستقر فوق رئته اليمنى ,,, يحتضنها بين أنامله ,,, ويرخي سترها للريح ,,, ويمضِ فاغرا فاهه ,,, يلقي بالخطى بين قبضات الليل النائم ,,,, ويسعى مهرولا كنجم مطرود ,,, تتبعه هنيهات من الهواء النقي ,,, يشعــر بالتواء كاحــل ,,,, يتسمر حانيا قامته ,,, يحيط بكاحله النحيل بأنامل بيضاء نقية ,,,يتمتم ,,, يلملم كلماته ,,,,,


سكون الشارع الميت بدأ يتلقط الحياة عن بعد ,,, مركبة ليل ,,, توقظ الشارع الميت ,,, وقد لفظت أضواء إنارتها كل أنفاسها ,,, يشعر بها عن بـعد ,,,,لم يلبــث ,,,,,,, تلقي بـــه خلف الحاوية السوداء ,,,كجورب صرعته الأقدام ,,,,,يحصي أنفاسه وهي تهرول من صدره المثقوب ,,,, وتمـــــــــضي ,,, تاركة خلفها ,,,, قطرات من المطر البارد ,,,,, فوق جسد سكن جيوب الليل النائم ,,,,,,,,,,,,,,








 




                                                                                 لمارسيل أرسلان

هناك 5 تعليقات:

ميساء البشيتي يقول...

أستاذي الفاضل مارسيل أرسلان
مرور للسلام والتعرف على مدونتك الكريمة ..مدونة جميلة جداً .. تحتاج الكثير من الوقت للإطلاع على محتوياتها ..سأعود بإذن الله لقراءة متمهلة .. أهلا بك ومئة مرحبا .

مارسيل أرسلان .... يقول...

الاستاذة الفاضلة ,,,,

وكاتبة من وطني في غربتــــــــــه ,,,,,


كل التحية لمروك الألق ,,,,
نسعد بحضوركم الشامخ ,,,,,
كما هي سطوركم تتحدى غربة المحتل !!!

ننتظر عودتكم لوطـــــــــن مسجى بثوب الحريــــــــــــــة ,,,,

شكرا مرة أخــــــــــرى


مارسيل أرسلان

غير معرف يقول...

اشتقت لا اقرا من جديد احترامي لك تماما كما انت مبدع لا تتنازل عن ابداعك

Unknown يقول...

عفوا !!! هل أعرف صاحب الكلمات !! ام هو قلم عابر ... سكنت بعض حروفه هاهنا .... !!!

سلمى يقول...

يحن الانسان احيانا للكتابة والقراءة فاذا بي اعود لاقرا من جديد جميل ما ادلفته هنا وسعيدة بناجاحاتك اتمنى ان اعود للكتابة من جديد