الخميس، 9 سبتمبر 2010

غزة .... ولاية الاستشهاديين ....




حديثي الى غــــــــــــزة ......


مدينة المجاهدين

 

MARCEL ARSLAN


لمارسيل أرسلان ...



 



الزمان الثاني عــــــشر من ثوب سبتمبر من قبضة العام العاشر خلف سجون الالفين ......   المكان  عيون مدينة المجاهدين  .... ولاية قلب الاستشهاديين .... سجلات  دولة الرجـــال ..... السطور الخمسة في قبضة الساجدين ..... الاحزمة القانية تسجد فوق جبين العاقدين .... وأوراق مبتورة تقطن زقاق رصيف ميت  ....  واهداب الصمت توشك ان تشهد مذبحة غزة من جديد .....   ....  والطاغية يحمل بين شفتيه اثما قاتما.... ويعض  بين فكيه خنجرا مسموما ...وينتعل في محياه مخاط عروبته ...  يستقل عربة الموت.... يهرول بلا دم.... يبتسم بلا عزم ... ينتقم بلا سئم.... وغزة وحدها من يحمل الدم ....  غزة عروس الساحل تستعد لمذبحة جديدة ....   (بمباركة سرية ) ......فقد تعلم التلميذ الكهل الدرس ...
  

تأولت خطواتي المتعبة حاملا في كفي شقوق اناملي المتحجرة .... ورفوف احلامي المتعثرة .....  اسفل ابطي  تستقرحجارة كتبي .... وقد انتعلت قلبي في قدمي اليمنى .... وكرامة العرب في قدمي اليسرى ....  وعيون لبنى .... تحت النون ترقب الجنون .....  تخاطب بلسان ابكم .... وتصغي بأذن مشروخـــة .... وترقب بعيون منسوخة....قلوبا ممسوخة .....بأبصار ممشوجـــــــــــة .....ببصائر مشجوجـــــــــة ...

أردت أن أسبقك يا غزة بالســـطور ....  فلا أعلم اتمضي بك المذبحة الاتية ..... ام تمضين بها ....  اردت ان اترك كلماتي  يا غزة .. فالكلم دونك جنين كلـــم ....  وكل ألم دونك دون ..... وكل دم دونك دون......   مسكوب على قارعة الطريق يا غزة ....  مسكوب في جحر كرامتهم .....  يسكن عيون الخوف .... يخترق عيون السكن .... يسبل الستر .... فهل يعلمون يا غزة ...

من جديد  أهرول يا غزة خلفك ..... من جديد احمل جادة الرئة اليمنى ..... وبلا تحديد الوك انفاسي  .... من جديد اسدل جبلين على عينين .....  فانتِ في الظلام نور في التمام ..... وهم في النهار ظلام على التمام .....

كنت أقطع يا غزة المسافات صوب مركز المدينة ....   كنت اقطع معها مكاييل الغبار أسفل النعل ....  وأشد ازارا مسدلا أسفل القدمين ..وبصر متعب يرقب اكمام قميص بلا ذراعين..  و ربطة عنق مضطرب تفقد هندامها.... .... واحيط بالكفين غطاءا للعينين ....  كنت أسبل الستر في مرماه .... واحيط بالحزن في منتهاه ....  واظن خطئا ان العمر في مبتداه  ......

دلفت الى عيادته يا غزةعلى عجل  ... طمأنني جدا .. الامر يتعلق بسنوات ..... ولا يتعلق بشهور ... الحمد لله  .....  حزنت على غزة .... ولم احزن على هذا العمر ...  وكأن حياتي ستفعل لغزة شيئا .....    سوى دمعة تسقط على زجاج غزة المكسور ...... لن تضيف للدم حضور .... لن تسكبه فوق موائد الزهور .....  فهم ؟ هم يا غزة لا زالوا يقطنون القصور ....  وانا وانتي ومطاحن الفقراء وحدنا في القبور ........ فلا تحزني انا باقون ....   .....    ....    ؟!










MARCEL ARSLAN

ليست هناك تعليقات: