الاثنين، 6 سبتمبر 2010

حدث حقا ........... من مذكراتي



أشتقت لحبيبــــــــــــتي ........

MARCEL ARSLAN







لمارسيل أرســــــــــــلان ...




القلب يجلس القرفصاء في منتصف الصدر الهزيل ..الى اليسار قليلا ... يحيط به في جزيل التنور...... وهدوء المرضى يتسرب بين الممرات...وحوار الاضلفة يتنفس اسفل الاحذية الضالة .....وسطور الاغلفة تخفي شقاق حروفها......... ويواصل الملكان التسجيل ...
المكان مشفى غزة الأوروبي ... القسم ( جراحة رجال 2 ) .الزمان الثاني عشر من ديسمبر من العام ألفين ورقم ما ....





 الهواء الدافئ في شهر الشتاء البارد يلفحني بشدة ...... جهاز التكييف يعمل في صمت ولا يمل ... والذنوب تحيط بي بلا كلل ...... ,والجسد يتحرك بلا زلل ......... لا زال نزيف الأنف بعد الجراحة المتراكمة يتدفق بشدة عبر الفاه ومحيط الوجه .... لم تستطع  شاشات القطن الأبيض المركز أن تلثم  السائل الأحمر ..... نبضات الانين تشهد ميلادا عفويا  ...لألم شفوي .... بعد يومين استطعت النهوض ...... او كدت.. نهضت معي خلايا الصمت .... وسكون التكوين .....





الثانية عشر تماما....... الليل انتصف قائما ...... والفجر اقترب حائما ....... الصمت يحيط بالممرات .... أصحاب المناوبات بدؤوا يسرقون النوم .. باتفاق أو بدون ..... أما انا فاشتقت لحبيبتي .... ... جمعت ما استطعت ... توضأت بقدر ما استطعت ... القيت بالرأس.......... سأسجد لله..... بدأ الدم يخرج بغزارة .. شعرت به كجداول نهاوند .....رفعت الرأس في مرارة ... لم أستطع أن أكمل ,,,, لم أستطع أن اطهر هذا الجبين بالسجود مجددا ......



ا لدمع تدفق كجنين نهر قيصري..... وارتدى القلب ثوب الانين .. هذه المرة أيضا سأصلي جالسا .... بلا سجود .... سيسجد القلب ولكن الرأس لا .........لن يتبعه......... مضت عشرة أيام ... كأنها العقود العشرة ..... شعرت بالدم بدأ يجف ...كنهر صهرته شمس الصيف .....      اشتقت لحبيبتي ؟؟ وكيف لا ...وقد مضى الوقت قرمزيا .......



 نظرت برفق ... اخرجت الرأٍس من الباب ... صمت الممرات يقتلني ... الفجر بدأ يقترب ..... يضرب بسكون احضان النائمين ....... اخرجت القدم اليمنى ... سحبتها بثقل ..كأني اسحب جبلا أشما ...كأني القي على تائب اسما .... وبدأت ادلف بين الممرات ... لعلي اجد مريضا أضناه الارق ... او اجد ساجدا ينتظر ولادة قيصرية لفجر قاني ...او اجد على السبيل هدى يتأول فجرا حانيا ... ولكن بلا جدوى .... مللت المسير ... واحاطت بي حجرات ذهن مسربل ....





عدت الى حجرتي المكتظة بانفاس النائمين ...وقد رأيت تحت النون ... سطورا بلا تنوين ...وقلوبا للفجر لا تلين .. .. الفجر بدأ يطرق مسمعي ....  بدأ يقض مضجعي .. بدأ يشق السكون في عظمة وجنون ........... جنون المنطق والايمان ....توضأت بقدر ما استطعت ....... القيت بها على الارض ..... الله اكبر .... القيت بالرأس برفق وبطيء ... بدأ يقترب بلا رفق وبلا بطيء ... بدأ يلامس الارض ...... يا الله ..........




وددت لو اصرخ ... ها أنا اسجد ... ها انا مجددا أضع الجبهة على الارض ....... انها تلامس الارض .....لقد سجد القلب .. هذه المرة سجد معه الرأس .....سجدت معاه العينان ..... سجدت معه الشفتان ..... سجدت معه خصلات شعر مخملية ....   سجدت معه أقنية قرمزية .....ما اجمله يا الله ....... نسيت التسبيح ...... ردد اللسان والقلب والجنان........... سبحانك اني لك ســـــــاجد ..... سبحانك اني لدربك عائــــد ......سبحانك اني في ملكوت ربي ماجـــــد .......سبحانك اني لك ربي معاهـــــد.......  ...... سبحانك ما اسعدني بالسجود لك ....سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .............





تذوقت من جديد ... حدث حقا .. من مذكراتي   ......سبحانك اللهم وبحمدك ... واشهد ان لا اله الا انت .... استغفرك واتوب اليك .....












لمارسيل أرســــــــــــلان ........




هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

يالله
لي رغبة شديدة بأن اعلق بكلمة تليق بحروفك وصدق كلماتك لم اجد اجمل من يا الله ......كلمات لا تخرج الا من قلب طاهر متواضع .......
مرضاة الله هو أول وآخر اهتماماته
سعيدة جدا بقراءة حرفك ومدونة صدقاً رائعة وقلم يستحق الاحترام
انحناءة تقدير لك استاذ مارسيل أرسلان
جميل هذا الوطن بأمثالك..........

غير معرف يقول...

يالله
لي رغبة شديدة بأن اعلق بكلمة تليق بحروفك وصدق كلماتك لم اجد اجمل من يا الله ......كلمات لا تخرج الا من قلب طاهر متواضع .......
مرضاة الله هو أول وآخر اهتماماته
سعيدة جدا بقراءة حرفك ومدونة صدقاً رائعة وقلم يستحق الاحترام
انحناءة تقدير لك استاذ مارسيل أرسلان
جميل هذا الوطن بأمثالك..........

شيما محمد

مارسيل أرسلان .... يقول...

كاتبـــــــــة السطور !!!

تحيتي وتحية قلمـــــي في حضرة ادباء وطني الكبار ,,,,

تحيتي وتحية هذا الابهام وهو يسطر عبر لوحة الكيبورد نسيج شكره لهذا الحضور الذي اسعدني ,,,,,

وهو بحق كنسيج اللؤلؤ فوق جبين الامواج البيضاء ,,,,,,


احترامي الشديد ,,,,,,,
وبالغ تقديري ,,,,,

مارسيل أرسلان ,,,